بعد مرور سنوات على حصول هاجر سعيد على شهادة الدبلوم الثانوى الفنى، وعدم قدرتها خلال هذه الفترة على إيجاد فرصة عمل مناسبة، جمعت مبادرة الصالحية للتمكين الاقتصادى للمرأة بينها وبين صديقتها وفاء، من خلال دورة التصنيع الغذائى التدريبية، حيث كانت الخطوة التالية بعد اجتيازهما الدورة بنجاح هى القيام بتصنيع عدة منتجات غذائية كالحلويات ومنتجات الألبان وتوزيعها على الأهل والأصدقاء، لحساب تكلفة هذه المنتجات واختبار جودتها ومدى الإقبال المتوقع عليها. وكانت الخطوة التالية هى بيع تلك المنتجات من خلال متجر للبقالة قامتا بافتتاحه فى مبنى خاص بعائلة زوج هاجر في كفر الأعصر. بعد فترة قصيرة قررت وفاء عدم الاستمرار في المشروع، الا أن هاجر أصرت علي تحمل المسئولية بمفردها، واستكمال العمل في المتجر الذي لاقى رواجًا وحقق أرباحًا، مما انعكس بالإيجاب على نواحى حياتها كافة. على المستوى الاقتصادى، ساهم الدخل العائد عليها فى رفع مستوى معيشة الأسرة، أما على المستوى الاجتماعى، فقد تزايدت أهمية هاجر داخل أسرتها الصغيرة، وأصبح لها دور أكبر فى تحمل المسئولية وصناعة القرار فى إطار الأسرة. وعلى الرغم من التخوف الذى أبدته عائلتها في البداية من انخراطها فى العمل الحر، إلا أنه بعد تحقيقها النجاح، فإن العائلة تمثل الآن أهم مصدر للتشجيع المادى والمعنوى لها، حيث يساندها زوجها فى تحمل أعباء المشروع. وقد أصبحت قدوة يحتذى بها فى محيط القرية، حيث أقدمت فتيات وسيدات أخريات على الالتحاق بنفس الدورة أملًا في تحقيق النجاح فى سوق العمل. وحالياً تقوم هاجر بتوجيه جزء من الأرباح الناتجة عن المشروع للتوسع فيه، وتجهيزه بشكل أفضل، وإضافة منتجات متنوعة، وذلك أملًا فى تحقيق المزيد من النجاح لها ولأفراد أسرتها.