ناهد محمد قطب، 34 عامًا

لم تغير مبادرة الصالحية حياتها فحسب، بل امتد تأثيرها ليشمل مَن حولها

بعد الحصول على الدبلوم الثانوى الفنى اكتفت ناهد محمد قطب بالزواج والجلوس فى المنزل، ولم تسعَ للحصول على فرصة عمل من قبل، ولكنها حين تعرفت على الدورات التدريبية التى تقدمها "جمعية تنمية المجتمع" بالاشتراك مع مبادرة الصالحية فى قريتها "كفر أبوعجوة"، فإنها حرصت على التقدم إليها، ومن بين الدورات المختلفة التى أتاحتها المبادرة، فقد اختارت دورة تربية الأرانب التى اكتسبت من خلالها العديد من المهارات والمعلومات حول كيفية تربية الأرانب ورعايتها، وعلاجها من الأمراض التى قد تصيبها، والحصول على أعلى إنتاجية منها، وذلك من خلال الأطباء البيطريين الذين قاموا بالتدريب أثناء الدورة. ونظرًا لتفوقها فى الدورة التدريبية التى امتدت على مدار خمسة عشر يومًا، فقد تم منحها مجموعة من الأدوات ومستلزمات الإنتاج، مما مكنها من بدء مشروعها الخاص، وقد بدأت فى التسويق لمنتجاتها بين جيرانها، ثم بدأت فى البيع للتجار بمنطقتها.

لم يتوقف طموح ناهد عند حدود مشروعها الصغير، فهى تتطلع إلى التوسع فيه، وتقوم بالادخار لتستطيع الحصول على مقر أكبر يتيح لها زيادة حجمه، ولم يغير المشروع حياتها إلى الأفضل من الناحية المادية فحسب، من خلال زيادة الدخل العائد على أسرتها، بل إنه ساعدها على إشباع هوايتها وحبها لتربية الحيوانات، كما حقق لها شعورًا بالسعادة والإنجاز وتحقيق الذات، كما لم تقتصر فوائد المشروع عليها، بل تعدت ذلك لتشمل تحقيق فرصة عمل لزوجها الذى يساهم بشكل أساسى فى إدارة المشروع. وضمن مجتمعها المحلى أصبحت ناهد قدوةً ومصدرًا للمعلومات، حيث لا تبخل بخبرتها فى مجال تربية الأرانب وإدارة المشروعات الصغيرة على أهالى قريتها الذين يرغبون فى إقامة مشروعات مماثلة.